کد مطلب:352927 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:262

فاسألوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون
سورة النحل آیة 43. وسورة الأنبیاء آیة 7.

إن هذه الآیة الكریمة تأمر المسلمین بالرجوع إلی أهل الذكر فی كل ما أشكل علیهم حتی یعرفوا وجه الصواب لأن الله رشحهم لذلك بعد ما علمهم، فهم الراسخون فی العلم الذین یعلمون تأویل القرآن. وقد نزلت هذه الآیة لتعرف بأهل البیت صلوات الله وسلامه علیهم وهم محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین، وذلك فی عهد النبوة، أما بعد النبی وحتی قیام الساعة فهم هؤلاء الخمسة المذكورین أصحاب الكساء یضاف إلیهم الأئمة التسعة من ذریة الحسین الذین عینهم رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی عدة مناسبات وسماهم أئمة الهدی ومصابیح الدجی وأهل الذكر، والراسخون فی العلم الذین أورثهم الله سبحانه علم الكتاب. وهذه الروایات ثابتة صحیحة ومتواترة عند الشیعة منذ عهد النبی صلی الله علیه وآله وسلم وقد أخرجها بعض علماء أهل السنة ومفسروهم معترفین بنزولها فی أهل البیت علیهم الصلاة والسلام. أذكر من هؤلاء علی سبیل المثال: 1 - الإمام الثعلبی فی تفسیره الكبیر فی معنی هذه الآیة من سورة النحل.



[ صفحه 22]



2 - تفسیر القرآن لابن كثیر فی جزئه الثانی الصفحة 570. 3 - تفسیر الطبری فی جزئه الرابع عشر الصفحة 109. 4 - تفسیر الآلوسی المسمی روح المعانی فی جزئه الرابع عشر الصفحة 134. 5 - تفسیر القرطبی فی جزئه الحادی عشر الصفحة 272. 6 - تفسیر الحاكم المسمی شواهد التنزیل فی جزئه الأول الصفحة 334. 7 - تفسیر التستری المسمی إحقاق الحق فی جزئه الثالث الصفحة 482. 8 - ینابیع المودة للقندوزی الحنفی الصفحة 51 و 140. ولما كان أهل الذكر فی ظاهر الآیة هم أهل الكتاب من الیهود والنصاری كان لزاما علینا أن نوضح بأنهم لیسوا المقصودین من الآیة الكریمة. أولا: لأن القرآن الكریم ذكر فی العدید من الآیات بأنهم حرفوا كلام الله وكتبوا الكتاب بأیدیهم وقالوا هو من عند الله لیشتروا به ثمنا قلیلا وشهد بكذبهم وتقلیبهم الحقائق فلا یمكن والحال هذه أن یأمر المسلمین بأن یرجعوا إلیهم فی المسائل التی لا یعلمونها. ثانیا: روی البخاری فی صحیحه فی كتاب الشهادات باب لا یسأل أهل الشرك من الجزء الثالث صفحة 163. عن أبی هریرة: قال النبی صلی الله علیه وآله وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل الآیة. وهو یفید عدم الرجوع إلیهم فی المسألة وتركهم وإهمالهم، لأن عدم



[ صفحه 23]



التصدیق وعدم التكذیب ینفیان الغرض وهو السؤال الذی ینتظر الجواب الصحیح. ثالثا: روی البخاری فی صحیحه من كتاب التوحید باب قول الله تعالی: كل یوم هو فی شأن من جزئه الثامن صفحة 208. عن ابن عباس قال: یا معشر المسلمین كیف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذی أنزل الله علی نبیكم صلی الله علیه وآله وسلم أحدث الأخبار بالله محضا لم یشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغیروا فكتبوا بأیدیهم قالوا هو من عند الله لیشتروا بذلك ثمنا قلیلا أو لا ینهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم. فلا والله ما رأینا رجلا منهم یسألكم عن الذی أنزل علیكم. رابعا: لو سألنا أهل الكتاب من النصاری الیوم فإنهم یدعون بأن عیسی هو إله والیهود یكذبونهم ولا یعترفون به حتی نبیا. وكلاهما یكذب بالإسلام ونبی الإسلام ویقولون عنه كذاب ودجال - لكل هذا لا یمكن أن یفهم من الآیة بأن الله أمرنا بمسألتهم ولما كان أهل الذكر فی ظاهر الآیة هم أهل الكتاب من الیهود والنصاری. فإن هذا لا ینفی أنها نازلة فی أهل بیت النبوة كما ثبت عند الشیعة والسنة من طرق صحیحة وبذلك یفهم منها أن الله سبحانه وتعالی أورث علم الكتاب الذی ما فرط فیه من شئ إلی هؤلاء الأئمة الذین اصطفاهم من عباده لیرجع إلیهم الناس فی التفسیر والتأویل وبذلك تضمن هدایتهم - إذا ما أطاعوا الله ورسوله. ولأن الله سبحانه وجلت حكمته أراد أن یخضع الناس عامة إلی نخبة منهم اصطفاهم وعلمهم علی الكتاب لكی تسهل القیادة وتنتظم أحوال الناس بذلك، فلو غاب هؤلاء عن حیاة الناس لأصبح المجال مفتوحا أمام المدعین والجاهلین ولركب كل واحد هواه واضطربت أمور الناس ما دام كل واحد یمكنه ادعاء الأعلمیة.



[ صفحه 24]



ولأبرهن علی الرأی بعد اقتناعی بأن أهل البیت هم أهل الذكر - فسأورد بعض الأسئلة التی لیس لها جواب عند أهل السنة والجماعة، أو أن لها جوابا ولكن متكلف لا یستند إلی حجة یقبلها الباحث المحقق. أما جوابها الحقیقی فهو عند هؤلاء الأئمة الأطهار الذین ملأوا الدنیا علما ومعرفة، وعملا وصلاحا.



[ صفحه 25]